تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية
53906 مشاهدة
تحريف المبتدعة لكلام الله

...............................................................................


ومن التحريف اللفظي، ما ذكر أن بعض المعتزلة جاء إلى أبي عمرو بن العلاء القارئ المشهور أحد القراء السبعة، وقال: أريد أن تقرأ قول الله تعالى: وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى اقرأها: وكلم اللَّهَ موسى تكليما، انصب اللهَ حتى يكون موسى هو المكلِّم يعني موسى كلم الله، وتقرأ: مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهَ حتى يكون موسى هو المكلِّم ليس هو المكلَّم، فقال أبو العلاء رحمه الله: هَب أني قرأت ذلك، أو أنت كذلك، فكيف تفعل بقول الله تعالى: وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ هل تقبل أن تحرَّف هذه؟ فسُقِطَ في يد ذلك المعتزلي، وعرف أنه لا يقدر على تحريف كلام الله، وعلى تحريف القرآن، وأنه بهذا يكون قد تجرأ على كلام الله وغيره وغير دلالته.
فهذا يسمونه التأويل، وهو في الحقيقة تحريف لفظي، وأما التحريف المعنوي فما أكثره؛ حيث إنهم كلما جاءتهم من آية فيها دلالة على صفة جعلوها محتملة للتأويل فقالوا: نئولها أي: نحملها على محمل بعيد، فمثل: وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قالوا: كلمه يعني: جرَّحه، وكلم الله موسى يعني جرحه؛ لأن الجرح يُسمَّى كَلْما كما في الحديث: ما من مكلوم يكلم في سبيل الله... جرحه بأظافر الحكمة.